المرجع الإسلامي

هل الذهب الملبوس عليه زكاة 2025

هل هناك زكاة على الذهب الذي يلبس؟ الجواب على هذا السؤال مهم جداً لكل مسلم يريد التأكد من صحة طريقته في إخراج الزكاة، لذلك… موقع مرجعي وسنقوم في هذا المقال بتوضيح نصاب الزكاة على الذهب والفضة، بالإضافة إلى عرض الآراء في الإجابة على هذا السؤال، وبيان الخلاف بين الأئمة.

قال الله تعالى في كتابه الكريم: “والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقون في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم”.(1)وهذا يدل بوضوح على ضرورة إخراج الزكاة على الذهب لتجنب غضب الله وعذابه. ولكن يشترط لوجوب زكاة الذهب توفر الشروط التالية:

  • الإسلام: ويجب أن يكون الذي يدفع الزكاة مسلماً، فإن العبادة لا تقبل إجماعاً من الكافر.
  • حرية: وعموما فإن العبد لا يؤدي الزكاة ولو كان له مال، رحمة بحاله وتخفيفا عنه.
  • عدم مراعاة حقوق الآخرين: أي أن الذهب لا يجوز أن يكون أمانة عند الشخص، أو لا يكون الشخص مديناً به لأي شخص آخر.
  • بلوغ النصاب القانوني: ويجب أن يبلغ الذهب مبلغ عشرين دينارا قبل أن تؤدي زكاته، تنفيذا لأمر الرسول، كما روي عنه أنه قال: «وَمَا عَلَيْكُمْ مِنْ شَيْءٍ – أي الذهب – حتى تؤديه». عشرين دينارا. وإذا كان لك عشرين دينارا ومضى حولها الحول ففيها نصف دينار وما معها.(2)وتقدر قيمة العشرين دينارا القديم حاليا بما يعادل 85 جراما من الذهب.

أنظر أيضا: هل يتم فرض ضريبة على الذهب في المملكة العربية السعودية؟

الشروط التي يمكن بموجبها تطبيق مصطلح “الذهب المحمول” على الذهب

ولا يدخل الذهب في الخلاف حول حكم زكاة الذهب البالي إلا إذا توافرت الشروط التالية:

  • لكي يكون مقبولا: ولا تجب الزكاة على الذنوب مطلقا. ولذلك ينبغي لبس هذا الذهب ما لم يكن نعلاً للمرأة، أو سيفاً لها، أو خاتماً أو سواراً للرجل، لأنه إثم في ذلك. فاستعمال كل هذه الحلي، ومع ما سبق فهو يشمل جميع الحلي المحرمة على جنس أو آخر.
  • نية الاحتفاظ بها ارتباك: أن يكون الذهب قد تم شراؤه بقصد لبسه وتزيينه، وليس بقصد المتاجرة به أو كنزه.
  • تعتاد على: مثلا قيمتها عادية لا رخيصة ولا غالية. وإذا ارتفعت قيمة الحلي إلى حد مبالغ فيه وجب إخراج الزكاة منه لأنه يعتبر إسرافا ويصبح نوعا من الخداع المخالف للشرع.

أنظر أيضا: تفسير رؤية هدية من الذهب في المنام

هل هناك زكاة على الذهب الذي يلبس؟

ويعتبر هذا السؤال من المسائل الشائكة التي انقسم حولها الفقهاء الإسلاميون عبر القرون إلى فريقين: فقال أحد الفريقين: تجب الزكاة في الذهب البالي، بينما رأى الفريق الآخر أن الذهب المعد للملكية يأتي من الثمن، ويقع في باب الملكية، فلا زكاة فيه. ولما كان في الخلاف بين علماء البلاد رحمة وفي اتفاقهم عدل، ففي هذا الجزء من المقال سنوضح رأي كل من الفريقين بأدلتهم، وللقارئ أن يختار الرأي مع الذي يعبر عن رأيه. فيطمئن القلب تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (راجع قلبك في الصدر ولو أفتك الناس وأفتاك).(4).

بيان القول بوجوب الزكاة في الذهب البالي

قال جميع فقهاء الحنفية بلا خلاف في هذه المسألة، وهو رأي الإمام الشافعي، وما روي عن الإمام أحمد، وهو رأي ابن المنذر، الخطابي. . والإمام ابن حزم وابن باز، وبنوا رأيهم على الاستدلالات العقلية والسردية التالية:

  • قال الله تعالى في كتابه الكريم: “والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم”.(5) وعموم هذه الآيات لا يمنع من لبس الذهب أو اقتنائه أو التجارة به. والآية ساوت بين جميع أشكال الذهب، أي أنه لا يوجد مبرر للتخصيص.
  • وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأتين أتتا النبي صلى الله عليه وسلم وفي أيديهما أساور من ذهب، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: فقال لهم صلى الله عليه وسلم: أتحبون أن يحيطكم الله بأساور من نار يوم القيامة؟ قالوا: لا. قال: فأوفوا حق هذا الذي في أيديكم.(6).
  • وما روي عن السيدة عائشة أنها قالت: «جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى في يدي قصاصات من الورق. قال: ما هذا يا عائشة، قلت: صنعتهما لك بنفسي يا رسول الله. قال: فهل عليك زكاته؟ فقلت: لا، أو ما شاء الله. قال: حسبك من النار.(7).
  • وتردد أن السيدة عائشة كانت قد أصدرت فتوى بجواز التزين بالذهب والفضة، بشرط أن تؤدي الزكاة عنهما. وهذا هو قولها الذي نقلته كما يلي: (لا بأس بلبس الحلي كما تجب فيه الزكاة).(8).
  • ولا داعي للتمييز ذهنياً بين الذهب الملبس وغيره، لأن الذهب عموماً اسم عام، لا فرق فيه بين ما يلبس وغيره، ما دام قابلاً للبيع ويمكن رفع سعره. كنوع من المال هو المال والاكتناز شئنا أم أبينا.
  • ولا يشترط استعمال الذهب، ولكن حسن الغرض يستمد من الذهب المعد لاقتنائه متى ثبتت قيمته، بحيث لا فرق في الحقيقة بين الذهب المقتني والذهب البالي.

أنظر أيضا: التكفيت هو التطعيم أو التنزيل، ويتم نقش الشكل على المعدن ويتم ضغط شريط من أسلاك الذهب أو الفضة في الشكل المحفور.

بيان القول بعدم وجوب الزكاة على الذهب البالي

وهذا الرأي ذهب إليه جمهور فقهاء الشافعية، باستثناء الإمام والمالكية والحنابلة، واستدل أكثر أصحاب هذا الرأي بما يلي:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا أيها النساء تصدقن ولو من حليكن.(9) فلو كان في هذا الذهب زكاة لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء أن يتصدقن به.
  • وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:ليس لأي شيء أقل من خمس أونصات من الورق سبب وجيه(10) ونص الحديث يشير إلى الذهب والفضة الثمينة، وسكت عن الحلي المخصص لللبس، أي أنه غير مخصص للزكاة.
  • وعن السيدة عائشة أم المؤمنين، قالت: «كانت ترعى بنات أخيها أيتاماً في رعايتها. وكان عندهم الحلي، ولم تخرج منه الزكاة».(11).
  • ومن المعقول أنه لا زكاة على الملابس، حتى لو كانت باهظة الثمن، وأصبح الذهب الذي يلبسونه جزءا من الملابس. ولذلك لا ينبغي أن يكون فيه زكاة.

ما هو نصاب الزكاة على الذهب وكيف يتم حسابها؟

ونصاب زكاة الذهب هو 20 دينارا، أي ما يعادل 85 جراما من الذهب. فإذا وصل الذهب إلى هذا المقدار وجب على صاحبه أن يدفع عنه مبلغاً يعادل ربع عُشر ثمن الذهب ويمكن حسابه على النحو التالي:

  • أولاً يتم ضرب عدد جرامات الذهب في سعر الجرام الواحد (عدد الجرام × سعر الجرام الواحد).
  • يتم إخراج 2.5% من قيمة الذهب، ويمكن تحديد قيمة 2.5% باستخدام حساب “قيمة الذهب نقدًا × 2.5 ÷ 100”.

أنظر أيضا: وثمانون جراما من الذهب زكاة

حكم الزكاة على الذهب الأبيض

ولا تجب الزكاة في الذهب الأبيض لأنه يختلف حقيقة وموضوعا عن الذهب الأصفر ولا يشتركون في شيء من ممتلكاتهم إلا في الاسم. لكن الأفضل إخراج الزكاة فيه حيث سكت الدين عن هذا النوع من الحلي لأنه لم يكن موجودا في زمن الرسول ولم يكن يعلم به، فلا تجب فيه الزكاة. اللؤلؤ والمرجان وغيرها مما سكت عنه أحكام الشرع، فلا تجب الزكاة فيه إذا كان للزينة، لا إذا كان عرضاً تجارياً.

أنظر أيضا: لماذا يسمى النفط الذهب الأسود؟

في هذا المقال قمنا بتوضيح الإجابة على سؤال هل هناك زكاة على الذهب الذي يلبس؟ حتى يتمكن كل من يهمه الأمر من استكشاف الآراء المختلفة حولها واختيار الرأي الذي يناسبه ويشعر بأنه الرأي الديني الصحيح.

المراجع

  1. سورة التوبة، الآية 34
  2. علي بن أبي طالب، ابن باز / مجموعة فتاوى ابن باز / 89 / حسن
  3. علي بن أبي طالب ، ابن القطان / الوهم والوهم / 448 / صحيح
  4. وابصة بن معبد الأسدي ، الألباني / صحيح الترغيب / 1774 / حسن
  5. عبد الله بن عمر شعيب الأرناؤوط / تخريج المسند / 6667 / حسن
  6. أم المؤمنين عائشة، ابن باز / مجموعة فتاوى ابن باز / 125 / صحيح
  7. رواه الدارقطني في السنن الجزء الثاني ص 107
  8. زينب زوجة عبد الله بن مسعود ، مسلم / صحيح مسلم / ١٠٠٠ / صحيح
  9. جابر بن عبد الله ، مسلم / صحيح مسلم / 980 / صحيح
  10. القاسم بن محمد بن أبي بكر ابن الملقن / البدر المنير / ٥٨٢ / صحيح
السابق
هل الذهب الملبوس عليه زكاة 2025
التالي
الفزع من النوم والشعور بالموت 2025

اترك تعليقاً